• إمدادات النفط السعودي تقفز أكثر من 25 % إلى 12.3 مليون برميل يوميا

    11/03/2020

    * إكرامي عبدالله من الرياض

    قررت السعودية أمس رفع إمداداتها النفطية بأكثر 25 في المائة، بواقع 2.5 مليون برميل يوميا، إذ ستبلغ 12.3 مليون برميل يوميا مطلع نيسان نيسان (أبريل) المقبل، فيما بلغ متوسط إنتاجها نحو 9.8 مليون برميل يوميا في عام 2019 وفق بيانات منظمة أوبك.
    ووفقا لتحليل وحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، استند إلى بيانات وزارة الطاقة السعودية، يعد الإنتاج السعودي المتوقع مطلع نيسان (أبريل) الأعلى تاريخيا على أساس المقارنة السنوية، حيث لم يصل متوسط الإنتاج السنوي للسعودية لهذا المستوى من قبل على الإطلاق.
    وأعلنت شركة أرامكو، أنها ستقوم بتزويد عملائها بـ12.3 مليون برميل يوميا، بزيادة 300 ألف برميل يوميا عن الطاقة القصوى المستدامة البالغة 12 مليون برميل يوميا.
    وأوضحت الشركة في بيان على موقع "تداول"، أنه تم الاتفاق مع عملائها على تزويدهم بهذه الكميات ابتداء من أول شهر نيسان (أبريل) المقبل، متوقعة أثرا ماليا إيجابيا، لهذه الخطوة على المدى الطويل.
    ومتى تحقق ذلك ستتفوق إمدادات النفط السعودية على روسيا، حيث بلغ إنتاج موسكو 10.77 مليون برميل يوميا في 2019، وفي حال تمت زيادتها بـ500 ألف برميل يوميا (حسب تصريحات صحافية) سيصل إنتاجها إلى 11.27 مليون برميل وهو أقل من الإمدادات السعودية بنحو مليون برميل يوميا.
    وعليه ستصبح السعودية ثاني أكبر منتج للنفط في العالم خلف الولايات المتحدة التي أنتجت 12.37 مليون برميل يوميا في عام 2019.
    يأتي القرار السعودي بزيادة الإمدادات عقب فشل اتفاق "أوبك +" على خفض الإنتاج الإضافي بواقع 1.5 مليون برميل يوميا نتيجة لرفض روسيا. وكان الاقتراح بخفض الإنتاج الإضافي يهدف إلى مواجهة التداعيات السلبية المتوقعة لفيروس كورونا المستجد على الاقتصاد العالمي.

    إنتاج النفط السعودي
    وعن تطور متوسط الإنتاج اليومي للسعودية، تضاعف بنحو ست مرات وارتفع 498 في المائة خلال الفترة من عام 1962 حتى عام 2019، حيث كان متوسط الإنتاج اليومي في عام 1962 نحو 1.64 مليون برميل يوميا.
    وبعد عام 1962 بعشرة أعوام تجاوز الإنتاج السعودي ستة ملايين برميل يوميا عند 6.02 مليون برميل يوميا في عام 1972، ثم تجاوز سبعة ملايين برميل يوميا في العام التالي مباشرة عند 7.60 مليون برميل يوميا في عام 1973، ثم تجاوز ثمانية ملايين برميل في العام التالي ليبلغ 8.48 مليون برميل يوميا في عام 1974.
    وبعد مرور عامين، تجاوز إنتاج السعودية تسعة ملايين برميل يوميا، ليبلغ 9.20 مليون برميل يوميا في عام 1977، ومنذ ذلك الحين حتى نهاية عام 2014 لم يصل الإنتاج إلى عشرة ملايين برميل يوميا كمتوسط إنتاج سنوي، إلا أنه تجاوزه عام 2015 بإنتاج بلغ 10.19 مليون برميل يوميا.
    وفي عام 2016 سجلت السعودية المستوى السنوي القياسي لإنتاجها عند 10.46 مليون برميل يوميا، فيما انخفض الإنتاج لاحقا إلى 9.96 مليون برميل يوميا في عام 2017 على وقع الالتزام باتفاقية "أوبك" لخفض الإنتاج لإعادة الاستقرار إلى سوق النفط في العالم.
    وعاود إنتاج السعودية الارتفاع في عام 2018 عند 10.32 مليون برميل يوميا، بينما تراجع إلى 9.81 مليون برميل يوميا في عام 2019.

    أسعار النفط
    من جهتها، وسعت أسعار عقود خام برنت تسليم شهر أيار (مايو) المقبل، مكاسبها عند الساعة 1:45 مساء بتوقيت السعودية (10:45 صباحا بتوقيت جرينتش) إلى نحو 10 في المائة (3.4 دولار) عند 37.74 دولار للبرميل.
    ووفقا لتحليل "الاقتصادية"، تعد هذه أعلى وتيرة صعود يومية للنفط منذ 16 أيلول (سبتمبر) 2019 (أي خلال نحو ستة أشهر) عندما ارتفع بنحو 15 في المائة بالتزامن مع الهجوم على منشأتين لشركة أرامكو.
    كانت أسعار النفط قد افتتحت الثلاثاء الماضي على ارتفاع 8.3 في المائة، في ظل الأخبار الإيجابية بشأن المحفزات التي وعد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لدعم أكبر اقتصاد في العالم في مواجهة فيروس كورونا المستجد، إضافة إلى تباطؤ انتشار الفيروس عالميا.
    يأتي ارتفاع النفط الثلاثاء عقب تراجعه أمس 24 في المائة مغلقا عند 34.3 دولار، وهو أعلى وتيرة تراجع يومي خلال 29 عاما (منذ 17 كانون الثاني (يناير) 1991).
    وتراجعت الأسعار بأكثر من 30 في المائة عند مطلع تداولات الإثنين، وخلال أربع جلسات فقد النفط نحو ثلث قيمته، حيث كان قد أغلق عند مستوى 51.86 دولار في جلسة الثالث من آذار (مارس) الجاري.
    وكان أكبر هبوط لأسعار خام برنت تم تسجيله في عام 1991 عندما انهارت الأسعار بنحو 35 في المائة في 17 كانون الثاني (يناير) من العام، وهو يوم بدء تحرير الكويت من العراق أو حرب الخليج الثانية.

    * وحدة التقارير الاقتصادية

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية